كثيرون منا فكر ويفكر في سببية الحياة أي
لماذا أنا على هذه الأرض ؟!!!
كثيرة هي النظريات الفلسفية والدينية التي تحدثت عن هذا الموضوع
منهم من قال أننا هنا للعبادة
و منهم قالوا نحن هنا للسعادة
و0000000000
لكن القصة التي سأرويها لكم تحوي بين سطورها مفهوما آخر
يحكى أن شابا كان يسكن مع والده العجوز في كوخ صغير على أطراف بلدة صغيرة
كان الشاب يتمتع بالنشاط والذكاء وحب العلم والعمل
أما العجوز فكان حاله كحال معظم كبار السن الذين يتمتعون بالحكمة والصبر ورجاحة العقل
كان الشاب يحب أن يواصل دراسته في المدينة
يدرس ويعمل في نفس الوقت
نظرا للحاجة والفقر
وافقه والده على رأيه وفرح كثيرا
أراد الشاب أن يمتع ناظريه بالقرية التي سوف يغادرها
ولا أحد يدري متى يعود إليها
خرج الى الغابة القريبة
ليودع الأشجار والمروج وينبوع الماء
وبينما هو يتجول لاحظ على بعد ليس بقريب
مطاردة بين أسد وغزال
أمسك الأسد الجائع بالغزال
تقدم الشاب قليلا واختبأ خلف شجرة
أخذ الأسد يلتهم الغزال
أكل كفايته ورحل
ما إن ذهب الأسد حتى جاء ذئب
أكل ما فاض عن الأسد ورحل
ثم جاء دور النسور التي أخذت تأكل الغزال المسكين أيضا
عاد الشاب إلى كوخه وهو مطرق في تفكيره
وفي المساء قال لوالده يا أبتي لقد غيرت مشروعي
لن أذهب الى أي مكان
استغرب الوالد من تصرف ولده
وحين سأله عن السبب
روا له ما حدث معه في الغابة
ثم قال يا أبتي
الأسد صاد الغزال وحده
ولكن الذئب والنسور شاركته الطعام
وأكل كلهم حتى شبعوا
والحياة هكذا
لا أحد يموت من الجوع
مهما كنت تملك أموال
فأنت لا تأكل أكثر من بطنك
ومهما كنت تملك أراض و مزارع وبيوت
فأنت لا تنام على أكثر من سرير واحد
فلماذا إذا ادرس وأعمل وأمضي حياتي بالبؤس والشقاء
أنا ادرس وأعمل كي أستطيع تأمين لقمتي
ولكن كما قلت لا أحد يموت من الجوع
هنا أجابه الشيخ الحكيم
يا ولدي صحيح أن لا أحد يموت من الجوع
لكن الحياة ليست طعام وشراب وشريك فحسب
نحن هنا ليس لإشباع غرائزنا
نحن هنا لنكون الأفضل
صحيح أن الذئب والنسور شاركوا الأسد في أكل الغزال
لكن شعورهم وهم يأكلون الغزال ليس كشعور الأسد
يا بني كن أسد وليأكل الباقون ما فاض منك
نحن هنا على هذه المستديرة لنكون الأفضل
لنكون الأسود
نكون أسود كي لا نعيش عالتا على موائد الأسود
النهاية
لقد ذكرتني هذه القصة بقول والدي
يا بني إذا عملت في أي مجال فكن الأفضل في مجال عملك
حتى عامل النظافة إن كان مجدا في عمله سوف ينجح
لا محال