الأول من نيسان.. فرح الكذابين يحزن مصدقيهم!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين

الأول من نيسان.. فرح الكذابين يحزن مصدقيهم!

هل كذب عليك أحد اليوم؟ هل كانت الكذبة سمجة؟ هل مرت الكذبة بلا أذى؟ طرحت صحيفة الوطن السورية هذه الأسئلة بمناسبة عيد الكذب والكذابين الذي يصادف الأول من نيسان، وقالت الصحيفة إن البعض يحضرون أكاذيبهم للإيقاع بالطيبة والطيبين أرضاً في أجمل أيام الربيع، ورغم اتباع الكثيرين لهذه العادة أو ما يمكن تسميتها التقليد السنوي يبقى معظم هؤلاء غير مدركين لسبب تسميتها هذا الاسم أو حتى سبب اختيار هذا التاريخ بالذات للقيام بالكذب على الآخرين.

ونقلت الصحيفة عن خمس طالبات في السنة الثانية من قسم الصحافة بكلية الآداب في جامعة دمشق أنهن لا يعرفن مصدر وأصل هذه المناسبة ولكنهن كما قلن يمارسنها جميعاً في بداية كل نيسان، وقد قررت كل واحدة منهن تدبير كذبة سلفاً لتحضيرها لليوم الخميس الذي يصادف هذه المناسبة، وتقول حنان: إنها قامت إحدى المرات بالكذب على صديقتها وقالت: «طرقت باب منزلك صباح اليوم قبل القدوم إلى الجامعة فوجدت الباب مفتوحاً وفي بهو المنزل كان هناك شخص ممدد على الأرض وكانت رجلاه تشيران إلى أنه شاب أو رجل»، فسارعت الصديقة التي وقعت ضحية كذبة الأول من نيسان إلى الاتصال بالبيت وزاد الطين عدم إجابة والدتها عن الاتصال الخلوي أو الخط الأرضي للمنزل أيضاً ما أوصلها إلى حد فقدان الصواب إلى أن سارعت صديقتها الكذابة حنان بمصارحتها بالأمر.

أما إيمان وهي صديقة للكذابة حنان فقالت عن إحدى كذباتها النيسانية: إنها اتصلت بعمتها لتخبرها أن أختها بتول- أخت إيمان- انزلقت وكسرت رجلاها فبدأت العمة بالبكاء والصراخ لأن بتول عزيزة جداً على قلب عمتها وهي المفضلة عندها من بين جميع بنات وأولاد أخيها، وبررت إيمان هذه الكذبة بأنها لمجرد المزاح وللعب بأعصاب عمتها التي تميز بين أولاد أخيها!!...

ولم تكتف إيمان بهذه الكذبة حسب الصحيفة بل قامت إحدى المرات بالكذب على صديقتها هناء فقالت لها: إن صديقها (عشيق هناء) في الجامعة يتصل بها في أوقات متأخرة من الليل ولا تعرف ما نياته. فقامت هناء على الفور وبحضور إيمان بمعاتبة حبيبها وهي في حالة غضب شديد لأنها صدقت الأمر وأخذته على محمل الجد.

وقالت باتريسيا صديقة- حنان وإيمان- إنها كذبت كذبة نيسان لمرة واحدة في حياتها عندما قالت لوالدتها: إن أباها سقط على الأرض وهو خارج من المنزل إلى عمله فارتعدت الوالدة من الخوف الشديد وعندما نظرت من النافذة وشاهدت زوجها يهم بالصعود إلى السيارة ولا يعاني من شيء صرخت باتريسيا في وجه أمها وقالت: «كذبة نيسان»، فانهالت الأم على ابنتها بالضرب المبرح. وأكدت باتريسيا أنها لن تنسى هذا اليوم في حياتها ولذلك لن تعيد الكرة مرة أخرى مع أهلها ولا مع أحد من أصدقائها.

في سؤال حول تاريخ ومنشأ «كذبة نيسان» لثلاثة من طلبة الجامعة في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق أيضاً قال علي ورفاقه: إنهم لا يعرفون أي شيء عن تاريخ هذه المناسبة، ولكن– علي- تطرق إلى ذكر حادثة مأساوية سببتها كذبة نيسان أكد أنه سمعها من أحد الخطباء في صلاة يوم الجمعة وتتلخص بأن أحدهم قرر مفاجأة رفيقه وجاره القادم من السفر وقال له: إن والدته تعرضت لأزمة قبل ساعات وتم نقلها إلى المستشفى فسارع الصديق القادم من السفر بالتوجه مع من يصطحبه بالسيارة من المطار إلى المستشفى ووقع لهم حادث على الطريق نقل الابن على أثره إلى المستشفى وتوفي فيها، وعندما علمت الأم بالحادث الذي وقع لابنها سارعت بدورها إلى المستشفى فوجدت ابنها جثة هامدة فسقطت ميتة نتيجة الصدمة التي لم يقدر قلبها الحنون على تحملها.

وقالت الصحيفة إنه يمكن للمرء أن يستخلص من هذه الحادثة الكثير من العبر التي يمكن أن تكون رادعة لكل واحد قد يفكر باتباع التقليد السائد في الأول من كل نيسان، وتابعت أن أحد الطلاب في قسم اللغة الإنكليزية يعتبر عادة الكذب في الأول من نيسان غير جيدة على الإطلاق مستذكراً الكذبة التي ابتكرها أحد زملائه عندما قال لمجموعة من زملائه بهذه المناسبة: إن والدته متوفاة منذ كان طفلاً وربته زوجة أبيه فنال قسطاً وافراً من تعاطف زملائه لأيام طويلة إلى أن صارحهم بحقيقة الأمر. ووصف الطالب هذه الكذبة بأنها نابعة من عقدة نفسية تحتاج إلى مختص لتفسيرها وربما معالجتها.

وأضافت الصحيفة إن الكذب يصنف ضمن أنواع مختلفة ولغايات مختلفة وبعضها غير مؤذ، ومنها المزاح وبعضها للإزعاج وإخراج البعض عن طورهم عندما تكون الكذبة من العيار الثقيل. ومع ذلك كله ومهما كان نوع الكذبة يفضل الكثير ممن التقت بهم الصحيفة التوقف عن ممارسة هذه العادة التي غالباً ما تؤدي إلى نتائج سلبية على العلاقات بين الناس وخصوصاً المقربين من بعضهم البعض.

وينصح أبو خليل تيقظ الجميع والحذر من مفاجأة البعض منهم بكذبات نيسان خصوصاً بعد أن استذكر قصة المرأة في قريته التي تلقت من جارتها كذبة نيسانية حول وفاة زوجها أثناء عمله في القرية المجاورة فما كان منها إلا ترك سماعة الهاتف والركض حافية ومسرعة ونصف سافرة إلى القرية المجاورة تحت تأثير هول المصيبة... وكانت نتيجتها الخصام بين عائلتي هاتين الجارتين حتى هذه اللحظة بعد مضي أكثر من 15 عاماً على هذه الكذبة المزحة.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى تاريخ كذبة نيسان، موضحةً أنه منذ سنوات طويلة أضحت «كذبة نيسان» مناسبة سنوية على الرغم من أن التاريخ الحقيقي لها غير مثبت ولا يؤيده الكثير من الحقائق ما عدا القصة التي تروي قيام أحد ملوك فرنسا- شارل التاسع - في القرن السادس بتغيير التقويم الذي تسير عليه البلاد من التقويم الجولياني إلى التقويم الغريغوري ونقل احتفالات رأس السنة من الأول من نيسان إلى الأول من كانون الثاني كما هو متبع حالياً.

رفض البعض قبول هذه الحقيقة واستمروا باحتفالاتهم برأس السنة في الأول من كل نيسان وهو ما أدى إلى تصنيفهم بالحمقى من قبل عامة الناس وأصبحوا عرضة للسخرية وإطلاق النكات عليهم ومورست عليهم ما يشبه جعلهم يقتنعون بزيف بعض الحقائق رغم واقعيتها أو العكس بجعلهم يقتنعون بالكذب مع أنه كذب. وفي فرنسا جرت العادة على تعليق سمكة ورقية - من دون علمهم - على ظهور هؤلاء الرافضين للتغيير، وأما الضحية التي تنطبق عليها الخدعة فتعطى لقب «سمك أبريل»، حيث إن السمك يكون ساذجاً وسهل الاصطياد. انطلقت هذه الظاهرة مع مرور الوقت عبر إقامة المزحات في الأول من نيسان ثم توسعت تدريجياً إلى معظم دول العالم، وبسبب هذا الانتشار الكبير للظاهرة أخذت كذبة نيسان طابعاً عالمياً وأصبح كل بلد يحتفل بهذا اليوم بطريقته الخاصة.
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى