في لحظة صمت

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع سليفي
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
في لحظة صمت توقف الناس فيها جميعا عن الكلام , الكل يحبس أنفاسه , يتململ بين يأس ورجاء ما خلا أجراس الكنائس لا تكف عن القرع ؛ معلنة عن أمنيات تحققت وأخرى لم تزل تلهث ربما يسعفها الحظ لترسو بعد إبحار طويل .
ومثل كل الذين هم حولي .. استغرقت في صمتي طويلا وحشرجات الأماني تتكسر في حنجرتي لتحيلني إلى حالة من الفوضى العارمة , تبعثرني مثل كل الأشياء المحيطة بي ... لا فرق بيني وبين تلك الأشياء إذ ليس باختيارنا كيف بدأنا ومن أين ؛ وليس باختيارنا كيف سننتهي وإلى أين ... !؟ .
في هذه اللحظة بالذات .. لحظة الفصل بين زمن مضى وآخر يوشك أن يبدأ , رأيتك تعبرين محلقة بجناحيك اللازورديان فوق أحلامي ...!؟ .
أغمضت عينيّ لأتأكد هل يستطيع قلبي أن يتتبع خطواتك دون أن يتعثر , فالقلب يرى ما تعجز عن رؤياه العين ..!
بدأت أحسك .. أتلمسك .. تنقلين خطواتك الواثقة عبر شراييني وكأنها تريد أن تنتفض معبرة عن منتهى سعادتها مرحبة بالزائر الجديد ..!!؟؟ .
أيتها المرأة التي ما زالت تعشق أنوثتها .. ولم تزل طفلة الأمس تهرول خلف دميتها .. وعناقيدك المتدلية ترى ماذا تحمل في حقيبتها ..؟
ترى هل قنديلك المضطرب مازال ينزف ..؟
وهل خصائل شعرك الغجرية ما زالت تحطم قيودها ..؟
وهل نهداك الصنمان ما زالا يتمردان على قميصك البنفسجي ؛ فتنتفض أزراره معلنة حالة الطوارئ ..؟
وهل أصابعك الخزفية لم تزل متقدة تلوح بثورة بركان ..؟ .
وهل صرتك المهووسة ما زالت تحتضن غلال الياسمين ..؟ .
وركبتاك الأيقونتان .. هل ما تزالا جاثيتان على سهول من المرمر ..؟ .
وحلمتاك الطفلتان .. هل يا ترى ما زالتا غافيتان على ضفاف شعرك الثائرة ..؟ .
وفخذيك المتخمين بالشبق .. هل ما زالا يحتضنان دفء الأمس وأسراره ..؟ .
وشفتاك المرهقتان بالقبلات .. هل ما زالتا تحلمان بسلال التين والعنب ..؟ ,
ومقلتاك الدعج .. هل ما زالتا تهاجران مع أسراب السنونو ؛ وتختبئان مثل ضوء القمر خلف غابات النخيل ..؟
وأنت .. أنت يا سيدتي هل ما زلت ترغبين أن أكتب فيك .. أبياتا من الشعر .. بديعا من النثر .. آيات من الذكر .. تمائم من السحر ..؟ .
وهل ترغبين أن أرسمك لوحة أنثر قصاصاتها في الأزمنة الغابرة , والحاضرة .. والمقبلة , والمدبرة .. وأنسج من خصلات شعرك أروقة لإيوان كسرى ؛ وأجمع فيها عطر كل النساء اللواتي مررن ذات يوم من هاهنا .. والأحجيات التي ما زالت تبحث عمّن يفك طلاسمها .. والخطوات الناعمة التي ما زالت تحمل آثارها تلك السجادة المطرزة بسندس وإستبرق وحرير , ولم تزل تحتضن بين خيوطها بقايا البخور .. والتمرد .. والفجور ..؟! .
ساحرتي .. فاتنتي .. لا تلوميني ؛ فكل ما أكتبه لك ليس سوى هرطقات كاهن متمرد على إلهه .. شاعر متمرد على بحور الشعر .. رسام متمرد على ريشته .. إنسان متمرد على الإنسانية منذ بدء الخليقة إلى منتهاها .. منذ أن قتل قابيل هابيل من أجل امرأة , وسفك أول نقطة دم على الأرض .. رجل متمرد على رجولته , يتوق إلى امرأة لم يدون اسمها بعد في سجلات النساء ..؟!
امرأة ألتقيها صدفة ؛ مثل كل الأمور العظيمة التي تبدأ ربما صدفة , ومثل الشرارة التي تمخضت عن نار عظيمة .. كنت أنت ؟! .
كنت أنت .. بعدما كدت أيأس من كل الذي قرأته وسمعته وعرفته عن المرأة , ومثل التائه في غابة بكر بدأت أتعثر في الولوج إليك , ورغم حالات اليأس التي كانت تنتابني كنت مؤمنا بأنه فيك تكمن الشرارة التي تتمخض عن عظمة المرأة .. المرأة العظيمة في كل شيء , عظيمة بعطائها .. عظيمة بوفائها .. عظيمة بحبها .. لذلك أردت أن يكون حبي وعطائي ووفائي لك ليس له حدود .
وتذكرت هنا قول فولتير عندما وقع في غرام أوليمب فكتب لها يقول : " لم يوجد حب يعدل حبي , لأنه لم توجد امرأة أجدر بالحب منك " .
فقط لهذا السبب كنت وما زلت أومن بأنه هناك أشياء لا بدائل لها , كما أنك امرأة لا مثيل لها ..!
كيف لا ولم نسمع منذ زمن بعيد بامرأة قدّر لها أن تعيد للتاريخ أمجاد النساء الخوالي في زمن قل فيه الوفاء وندرت فيه الأنوثة , وأصبحنا نبحث في ثنايا الكتب عن امرأة هنا وتلك هناك , ونسبح في عالم من الأمنيات ربما يسعفنا الحظ بامرأة تاقت إليها أرواحنا ؟! .
لا أدري لماذا أصبح الناس من حولي هياكل لا أرواح فيها , يعذبني الحديث معهم , ويقلقني الركون إليهم , وأنت وحدك الميناء الذي ترسو فيه مراكبي ...............؟؟؟!!! .

علي ســـــليفي
/ 11/ 2009 11

علي ســـــليفي
 
رد: في لحظة صمت

لا أدري لماذا أصبح الناس من حولي هياكل لا أرواح فيها , يعذبني الحديث معهم , ويقلقني الركون إليهم ,

وأنت وحدك الميناء الذي ترسو فيه مراكبي ...............؟؟؟!!! .

سطور رائعة أخي الكريم سلمت أناملك التي كتبت وعبرت عن كل حرف..
 
رد: في لحظة صمت

يسلموو رووعـهـ
بارك الله فيك

شكرا لك
دمت بوود وسروور
ربي لا يحرمنا منك ولا من جديدك
اختك..
الم..
 
رد: في لحظة صمت




السلام عليكم ورحمتوه وبركاتوه


شكراااا لكم اخواني واخوتاتي على الموضوع الجميل والرائيع ..... دام الابداع هنا والازدهار ...

نورتم المنتدى بتواجدكم ومواضيعكم الجميلة .. الى الامام معنا ...

تحياتي لكم

محبكم ...
علي نوح
 
عودة
أعلى