روجين

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع خورشيد
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
روجين​
قصة بقلم مروان خورشيد

كان القمر في أول هبوبه، عندما كان صاحب النص إلى طاولته المركونة تحت ظلّ شـجرة في مقهى إكتشفه قبل أيام على رصيف من هذه المدينة، يعيد فيه كل مساء تشكيلات الكتابة بعد غيابها في اقاصي العتمة و الهزيمة والخراب، هبّ القمر بكل وسامته فسقط إلى جواره شــــــــخص غريب لا حول له ولا قوة فالتقطه بقوة من الأرض، و بخلاف الركض عبر استدارات الطرق المؤدية إلى الجبل، صعد سيارة إجرة صفراء ثم طلب الســـــــرعة من سائقها فهو برفقة مريض يريد إسعاف الغيبوبة في دمه ( ربما أدركته نوبة سكر مفاجئة ) و لم يكن يتذكر سوى كرت أو بطاقة دليل على طبيب مدسوسة في جيبه بأناقة، قدمها له أحد أصدقائه عندما دوّن على خلفها الأبيض رقم هاتفه الجـــــــــــــــوال الجديد، دخلا كلاهما على عجل صوب الممر الطويل، فقدّم المريض إلى سرير الفحص بكل أمانة وشهامة بينما بقــي هو في صالة الإنتظار يترقب صحوته و هناك حدث ما حدث، هناك تأكدت إشتعالات الصدفة التي تاتي غالباً لتدهش و تفجىء في إيحاء وغموض بديعين، و لكنها لم تمر هذه الصدفة مرور الكرام هادئة فوق أشــــــــجار القلب دون أن تهزّ جميع الأغصان هزة قوية و مربكة، وعندما راح يقبض على كفيه ليتأكد إن أصابعه مرتبة كما هي، فوجدها منتشرة في كل مكان ، عندها أدرك إنه قد وقع في الأســــــــر بين غيم أبيض ، داخل قرميد جدران غرفة بيضاء فوق مرايا من حجر و مرمر بيضاء أيضاً، وقتها تراءات له أشــكال الأمكنة الصعبة في اللقاءات المذهلة و المدهشة و المربكة و الصعبة أيضاًً، و إذ به يتذكر غار حراء الرســــــــــالة السماوية الأخيرة ، فما إنتظر لحظة على تسمية صالة الإنتظار بغار حرائق الصدفة طالما ارتعدت استفسارات اليدين على ضجيج سؤالين انسكبا بقوة الذهول فوق وسامة القمر...
فكتب إليها القصة كاملة علـــــــى وصايا غيمها الأبيض، ثم راح يفتش عمن يمررها خلسة خارج القصيدة ، ليرى كيف ستشعلان أســـــرار صدرها بالخجل، دسّ هطوله في القصة كاملاً دون ان يترك لها فرصة التشــفي بما آل إليه من كثرة إرباكاته في الحضور إذا حضرت الأقمار كلها دفعة واحدة و رغبة منه أن لا يوجع مسـاءات عينيها من ارتعاش قد يصيب يديه في التقديم أو في إيماءات الشرح المفصل، فمررها مع عابر ســــــــبيل الكتروني ، كتب ما اســــتطاعت إليه ثمار الكتابة لها من سبيل ، كتب في تهذيب لعبــة الأقدار مع صحوة الكائنات المفاجئة، كتب في ترتيبات النور اللافوضى بإتجاه الألق. و في سره راح يتعجل قراءات يديها كيف ستستثمران كف القمر في الإضاءة أكثر ، وكيف سـتهطل بزخم الأنوثة على حجارة عتمته المركونة فوق صدره بأناقة قاتلة أو قاتل من طراز رفيع.
لذلك سيرمي بالسؤالين خارج القصيدة خوفاً من تداخل تفســـــــــــــيرات الشعراء الحداثيين جدا، المطالبين دوماً بتحركات للشاعر غريبة و مثقلة بكوارث اللغة على العقل ، لذلك أيها الشعراء اعذروه إن استخدم الســــــــــــرد الواضح في اللغة فإن لأسئلته كف قارئة صغيرة فراشـاتها على الصيد اللغوي الثمين، فهي بالكاد تصطاد وردة فتنتشـــــــــــي بما تحت قميصها بالطيران ، تصطاد حدائق مكثفة بالياسـمين والزعفران فيســــــــيل من يديها عسل و مسك وعنبر، كل ذلك أجله إلى القصيدة حتى يربي فراشـــــــــاتها في الدهشة والتكثيف القوي و الغرابة بعد قراءتها لقصة دقائقها الثلاث ساعة هبوب القمر.
ولكن قبل ذلك طلب مني أن أخرج من السرد نهائياً و أن يستعير لســــــــاني في الكلام و الوصف فيكتب القصة على مسؤليته كاملة و يستخدم لســـــــان المتكلم مباشرة دون إستزادة في اســــــــتخدام الضمائر كي لا يضيع على أصابعها معاني الغناء، فيصف ما يصف دون تدخل من مخيلتي و يسأل من يسأل دون أن أكون حال لسانه في نقل السؤال لمن أراد، لذك سأنســــــحب أنا القاص صاحب الفكرة في الكتابة إلى الفرجة من خارج الســـــرد متبرءاً من إرتكابات الشخوص لأفعال خارجة على ما تسمح عادة به لجنة قراءة القصة فيما يسمى إتحاد كتـاب العرب أو لجان المراقبة الأمنية على الكتابات بكافة أشكالها وعلى الرســـــوم المتحركة في وزارة الأمن و الإعلام ، أراقب من خارج السرد ما يقع في الكتابة مـــن أخطاء لغوية تمسّ حقوقي في الكتابة السليمة سواء من هنات أو زلات لغوية من شــــأنها أن تضعف بنية القصة الفنية وتقوي على كتاباتي عضلات أعضاء لجنة النقد الأدبي في نفس الإتحاد.
السؤال الاول...
لماذا أنا.....؟
لماذا أنا...ظلّ طائر خرافي، أنســلُ من ظلال الشاعر الكثيفة فأكتب قصتي بمرونة أكثر من كاتبها، و لماذا أنا أيضاً ظلّ لطائر ليس خرافي من ظلال نفس الشـــــــاعر فأكتب قصيدة مشظاة بشـــرر الإنسكابات، تنام إلهاماتها على أبيضك الأبيض تماماً ثم أطيرها إليك فأشـــتعل ولا أنطفىء، فأي الإجابات الممكنة من كفكِ أيتها القارئة الصغيرة لقصتي المرنة تكفي لأخنق الســــــــؤال ولا أختنق بالهواء قادم من وصايا رئتيك في التنفس البطيء ...فلماذا أنا..
و لكي أخفف عليك ما قد يصعب على أي فراشة حين تطير صوب الجهات المضيئة من بعيد دون أن يكون لدى حناحيها دروس في علم الإحتمالات والفراســـــة فتميز بين أن يكون نور الإضاءة الممكنة على فضاءات شاســـــــعة أو أن يكون نور الحريق المثقل بأفعال الترميد و القتل المفاجىء، لذلك لا بد من أدلة أقدمها في جوف هذا الســــؤال أعرّف من خلالها بعض ماهيتي ومن أين أكتب إليك و بعض ما وراء ظلال الحياة التي تسكنني ولا أسكنها، فأنا اسـمي شـــاعر مقتول بالقصائد ، ولدت إلى جوار تموز حار جداً ، بل في منتصف الحرارة تماماً، كأي منا غصنـــــــــــي تفرع عن زيتنونة من جبال عفرين، في منتصف العمر الآن إذا إفترضنا إننا سنحيا حســـــــــب إحصائيات متوسط أعمار المواطنين في وزارة الصحة الســــورية، قليل الكلام إلا إذا كان مجروحاً بأبيض الورق، كما الآن ولذلك طلبت اســتعارة لسـان القاص فأخرجته يراقبنا من خارج النص ليترك لي حرية الكلام (حيث لا أخفــــيك بنشرح كتير في الكلام فوق ما تتصوري) .....
كنت في غياب طويل عن كل ما هو مغموس باللون الأخضر حتى لو كانت إشـــارة مرور على عامود ضوء محسوبة مسبقاً و مدروسـة حسب زحمة الطرقات بالثواني فأعبر طريق مقدمة إليّ على طبق من الاسفلت (ما شاء الله على هذه الخضرة) أجل هذا أقصى خضرة أعيشـــــــها فوق اســفلت هذه الحياة، كنت في غياب مرر مليار نبضة عادية جداً على قلبي فأبقتْ هذه العضلة على قيد حياتها و لم تبقني على قيد حياتنا ، مليار نبضة عادية جداً لا نفع منها سوى إطالة عمر الأشـــــــــياء حولي ، كأن أذكر مثالاً عن طاولتي قبل هذا المليار من النبض، أذكر كانت جديدة و جميلة و متينة فأصبحت الأن عتيقة ، هزيلة لا تتحمل كتبي الكثيرة أو حطة رأسي (طبعاً ليس المقصود هنا العقال)عليها كلما طلبت غفوة صغيرة عن أحزاننا الكثيرة.
غياب دام ســنوات إشتدّت عليّ خلالها الانكسارات والهزائم والأخطاء الكثيرة حتى إنني أصبحت عراف الأنهيارات فرحتُ أقفز من ســـــقوط إلى أخر أبارك هيئتي في خراب تلو الأخر، أخرها كان إنسداد ما تبقى من مســـــارات الشرايين المؤدية إلى رحيق صغير في حياتي فيجعلني أرضى تنفســـــه و أقبل إن الحياة هي له فقط ، فغاب أو غيبوه عني وهو هوائي القليل والصغير، عندها فقط رحت أدمن المسكنات كي أخفف على صدري ما انهال فوق قصبه قصدير الأخرين و حديد الحياة..
غاب الجميع عني دون إستثناء، كلهم سحبوا ظلال صلبانهم من جلستي فخرت ثماري قبل مواسم النضوج والقطاف، غابوا عني إلى البحر يستمتعون بملوحته، و يشـــــــوون جسدي على طريقة الغطس تحت الرمال الحارة، تاركين رئتــــــي هنا فوق سطح الدار عصية على استنشاق هوائي القليل و الصغير فكان ما كان، شعرت بأنني هزمت حتى بهوائي، هوائي الذي ما زال صغيراً على الرئات غير قادر علـــــــــــــــى الهبوب من بعيد المسافات، غير قادر على الركـــــــــض فوق الرمال ليجيء وحده فيحيي عظامي بعدما اصبحت رميم ، يجيء إليّ فوق سطح الدار أشاركه العابه و يشـــــاركني وحدتي وعزلتي ، نحتفي بعيد أعياده فوق قرقعات العابه أو فوق الرقص الخفيف غير الموجع لقدميه الصغيرتين..
وحده أدرك سـخف من كانوا ينهبون أعضائي في النهار و يبيعونها للريح في الشتاء مبتعدين عني وعن ضجيج أيامي ، حتى ما تبقى لي من ظلّ مســـــــــكين راحوا يدوســــــــونه كلما صادفوه في الطريق، لكنهم جميعهم نسوا إنهم تركوا نزفاً حاداً يسيل من القلب فيرتد إلى القلب غزيراً وحاداً أكثر ، يرتد غزيراً على جنان الشـعر في أوردة الكلام الجميل فرحتُ أكتب عن مسيرة أخطائي خطأً....خطأً.....بدءاً من عدوانهم السافر يوم السبت 11/08/2007 .....
بقي أن أطرح السؤال بوضوح أكثر و لك كل الخيارات في طريقة الرد أو اللارد، المهم في الإجابة أن تشارك يدك رسم الكلام: لماذا أنا بالذات حددت قصفه أجمل قصف أول أيلول من هذا العام و بكل ما لديك من الأسماء وما لديك من السلاح الابيض و اللاأبيض فأوصيت النبض أن يكون غير عادياً و أوصيت العصــافير الغناء فوق قصائدي و أوصيت الأيدي المغموسة في الورد أن تكون ندية على الصباحات والمســـاءات و أوصيت القلب أن يكون ســــموحاًً مع قاتلي القصائد الجدد كل ذلك بدأ وإشتدّ حين طلع اسـمك من بين أصابعي "روجين" فأتت شمس الحياة تشــــرق كل يوم على الحياة...
لماذا أنا بالذات.......؟!!!...
السؤال الثاني
لماذا أنت.........دون غيرك مررتِ مساءاً وقت هبوب القمر بمحاذاة وحدتي وعزلتي وقلبي المشلوح في وجع الرمال البعيدة والحارة جداً، مررتِ ثلاث دقائق فقط،خلالها أشعلت حرائق في الغار وما رمدتْ الهواء و إنما أســــــــرفت بالخضرة حتى ظننتك ينابيع العشــــب على أرض هولندة أو في مزارع دانمارك، كل ذلك في ثلاث دقائق فقط .
في الدقيقة الأولى أيقظت فراشات القلب النائمة، فراحت تلسع لسعات على غير ما تعودت عليه طوال هدير مليار نبضة سابقة، هذه المرة غير كل المرات، راح القلب يقفز من تحت صدري و يرقص رقصـــــة طائر الفينيق العائد إلى عشه المبني فوق جبل الصدفة . كل ذلك حدث في الدقيقة الاولى عندما التقيتك صدفة دون تخطيط أو تدبير مسبق كعادة الصيادين عندما يعدون خططاً للصيد، فلماذا أنا الشـــــــاعر المقعد في إصطياد الكلام أنوي الإصطياد ولكل منا حقــــه الشــــرعي في الحياة حتى لو كان غزالأ شاردأ في براري اليدين ...سهل الإصطياد.
في الدقيقة الثانية نهضتِ بقامتك فنهضت قامة الحياة معك، بيضاء شاسعة وعالية لا مسّها ازميل نحات فجرح من أغصانها ما جرح و لا استطاع دم نازف من شــــاعر (في الوصف بحار) أن يعيد ترتيب وصفك الصحيح تماماً إذا غبت لحظات على ســطح القمر، لذلك أقســـــــــــــم أنه يجب إعادة النظر في كل ماكتب عن قامة الأنثى و إشتقاقاتها المطرية طالما لم يستمدوا مراجع كتاباتهم من قامتك أيتها الحياة التي غمرتني و غمرتها بالاكتشاف المذهل هذا المساء هنا في هذا الغار ، شكراً لأنك إخترقت ببياضك سطوة الكتابة فإنقلبت إنتشاءات يدي و فمي و نخيلي رأساً على عقب، شكراً لأمـــــك طالما حملتك بكل الأمانة، شكراً لليد التي أنجبتك بهذا الكم الهائل من الشــروق وشكراً لكل القلوب التي ترعاك ، شكراً لهم جميعاً ، و شكراً لقوة أصابعك في الطيران الخفيف حول أشيائك الماطرة، شكراً لإمتلاء عينيك بالثقة و الإطمئنان وأخص بالشـــــــــكر قميصك الحنون على رعايته المستمرة و حراسته الشديدة و إرتقائه بالحضارتين الغارقتين على مهلهما في نوم خفيف فوق كنوز من اليــاقوت والعقيق و اللؤلؤ و الفضة و الذهب و العسل و المسك و العنبر و المرجان.
شــــــكراً للدقيقة الثانية من حضورك التي أعادتني قناصاً في الوصف و نقاباً ماهراً في كشـف اسرار المجرات والحضارات أعادتني شاعراً يسترد أمجاد الشعر وذهوته عندما يمطرك بنعناعك في غزوة القصيدة .
أما في الدقيقة الثالثة مررتِ من امامي تحملين لقامتك أســـــماء كل نساء الدنيا، تأخرت في الدقيقة الثالثة بالحديث عبر الهاتف مع متحدث ما "أراهنــــــــه من كان يكون إذا استطاع إكتشـــــــــــــــاف الأسرار اللغوية في كلماتك عبر أسلاك الهاتف النحاسية ، جربينني يوماً ما و سأتحدث لك عن هذه الأســـــرار " قلت أثناء تأخرك ولأنني لم أعد أتحمل قصفك الشـــديد و الجميل، فأردتُ أن أنادي عليك و لكنك لم تقدمين اســمك لي كما فعلت أنا، فرحت أفتش بين الأســـــماء ما يليق النداء به على كل هذه الكنوز المخبأة في قامتك دفعة واحدة إبتداءاً من أبيــــــــــض أبيضك و إنتهاءاً بما تحـت قميصك الحنون من حضارات فلم أجد إلا في لغتنا الكردية اسم يحمل كل هذا فناديتك به دون أن اســــــــــــتخدم حتى إيماءات الأصابع في النداء "روجين..روجين..أين أنت.."
بدا ذهولك خفيفاً طلّ على وجهك خجولاً و لأنك مشــــغولة بحديثك عبر الهاتف لم تعطي الموضوع كل الاهتمام ، أما أنا فعلاً ذهلت ولم أذهل ، ذهلتُ من فراســتي و إصابتي المحكمة، و لم أذهل لأنك بجدارة تســــــــتحقين ما في هذا الإسم من معنى ، وحتى لا تســــتغربي الآن وأنت تعيدين الذاكرة إلى دائرة الإهتمام متأخرةً مســــــــــافة القراءة عن ذلك الحدث وذاك اللقاء الوحيد بك ، أقول لا تستغربي إذا أنا عرفت ذلك بفراســــــــتي ، فقط راقبي كيف شموس الحياة تشرق بقامتك كل صباح و مساء ومن ثم لا تغرب أبداً ، كيف تغرب وكل الجهات فيك شروق بشروق..
فشكراً للذي أختار لك من بين الاسماء هذا الوسام"روجين"شمس الحياة في كل يوم من الحياة ، كل الشكر للدقيقة الثالثة على تحملها إكتشافاتي الجميلة و لا استغرابك من ذلك.
والسؤال بوضوح أكثر..
لماذا أنت في دون عشرينك أو أكثر بغصنين تســــــتطيعين بقدرة هائلة أن تعيدي إليّ الحياة ولا تعيديها بالحياة ؟
لماذا أنت وأنا ما زلت بعد الثلاثين أقع مغشـــــياً في غيبوبة إثر لقاء أخاف حضورك فيه مرتين فتغيبين في ترهات القيل والقال ..وأنت ما زلت صغيرتي الصغيرة على أي طعنة في أبيضك لذلك سأطلب من إمي حين تدعوا لي "حفظك الله" سأطلب منها أن تدعوا معي لك "حفظها الله ..حفظها الله".
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى