أنا شرطي مرور، باللوك الجديد اللي أضيف إليه اللون الأصفر تكريماً لأصدقائنا اللدودين شوفيرية التكاسي الصفراء، وبصراحة الراتب ما بيكفي، لذلك مشان ما أوجِّع راسي وراس الإدارة فلقد قدَّرتُ راتبي الحقيقي بنفسي، ومن ثم حصَّلته بنفسي على هيئة إكرامية بدَل مخالفة من السائق المخطئ، وعادة ما أكتفي براتبي التقديري، نادراً ..
ما أسهو فأحصل بالغلط أكثر، لكنك تعلم عزيزي السائق أن الموظف الكفء لا بد من ترقيته، ونظراً لأنو عنا ما في لا تقدير ولا تشجيع فلقد قدرت ذلك، ومن ثم كمان قدرت ترقياتي ورقيت نفسي بنفسي. أقول قولي هذا رداً على بعض الشكاوى والنمائم والدسائس من قبل الإخوة السائقين الصفر المخالفين المطيلسين، لقد رفعنا من قيمة بدل المخالفة التي يسمونها تعسفاً رشوة وذلك بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار المهول، موحلوة من الإخوة المستفيدين فعلياً ألا وهم السائقون الفاشلون بشقيهم الأصفر والملون أن يحتجوا على رفعنا للتسعيرة، لماذا لا يحتجون على التجار ومسؤولي التصدير والاستيراد عوضاً عن ارتكاب المخالفات والتشفيط على الأوتستراد، وعلى عينك يا شرطي لأنو التاجر ما حدا بيسترجي يحط شي على عينه، ومتى.. في زمن الرادار والكاميرات، يستقوون علينا، ويشلّون عرضنا أمام كل راكب جديد، هؤلاء الشوفيرية الصفر، الذين يقلون معهم الركاب، ويخالفون، فنصفِّر لهم، يتوقفون، وللتسعيرة في كرت السيارة يضعون، بدلاً عن المخالفة التي يستحقون، ينزلون متوسلين، وللمئة عوضاً عن الألف بين الأوراق داسِّين، وبعد أن نأخذها يعودون مهللين، لأننا لم نسفقهم هديك المخالفة اللي بتكسر الضهر، وما إن ينطلقوا بتكسيهم حتى يبدؤوا بالدس علينا للراكب الحبيب، بل وإنهم حكوا علينا للأجانب والسواح، من أغراب وأعراب، حتى صارت سمعتنا في الحضيض، بينما في الحقيقة هو المستفيد، أنا عم آخذ راتبي المقدر لا أكثر وأحياناً أقل، بينما هو لا يدفع من المخالفة إلا أذنها بسبب تخفيضنا الدائم وأوكازيوننا الأبدي، فمن الرابح، ومن المستفيد ...
