رستين ترتّب الهواء للعصافير
16/7/2008
مروان خورشيد عبد القادر
مقدمة في أسباب القصيدة
هل لي أن أصف مجيئك
حكمة للمارين فوق جسد الكتابة
أو لي أن أستزيد قليلاً في مدحك
علّك فوق كتفي تنامين
وتحلمين بأني لصّك البريء
أم أصف مجيئك مع تعاويذ القصيدة
مطراً يتسكع في لهفة الهطول
يحاصر سنابل القلب باللاميول
إلّا نحو شمسك يا رستين..
وهل لي أن أتخيلك
تهزمين ذئاب الخرافة
وتهزمين الطغاة
أن لا يبيحوا قتل القصائد والهواء والياسمين..
ولكي أكون أكثر صدقاً في أسباب القصيدة
عليّ أن أفضحك بما لديك من حمرة مسفوحة على خد كردية صغيرة
وهي تقرأ في ملحمة " ممو وزين "
أو على خد دمشقية صغيرة
وهي تقرأ في " طفولة نهد"
أو في " طوق الياسمين"
عليّ أن أفضحك بما ليس لديك من جبن وخوف
عندما تقرئين نص محمود درويش" مديح الظل العالي"
أو نص جكرخوين " كينا آم"
رستين
كأني أتأمل بمجيئك
خيراً كثيراً
و وفيراً
يزلزل هيئة قدومك إلى النص كالقديسين
فهل أكبّر على الموتى من الحاضرين
وعلى الأحياء من الغائبين
لينصتوا إلى لسعة الورد
للنحل المعبأ في يديك الطريتين!!..
الترتيب الأول
دون أن يمسّك شغفي
ودون أن أهمس لظلّك العالي
كي يتنحى قليلاً
لأرى الشعراء
يغسلون قصائدهم بفضة يديك
وأرى أمي تزين أغانيها العتيقة
برقصة الأزهار فوق ثوبك الليلكي
ومن ثم أراك تصعدين مع الكلام
لتأتي القصيدة
ولا تطأطأ أقدامك
عشبها الطري
رستين
كأنك على غيم خفيف
تغتالين انتظار الأمطار للهطول الغزير
ستأتين..متأكد من ذلك قلبي
كما الكتابة الآن تسيل
من رقصة أصابعك وهي ترتّب الهواء للعصافير
ستأتين..متأكد من ذلك همسك الخفيف
كما القراءة الآن تنزيل لأسمائك الكثيرة
وهي تضج بانزلاق القمر
على رخام السنين
تضج بانسكاب الصبح
على سفوح عفرين
ستأتين..
كي أصف مجيئك مع غفوة المساءات
التي أشعلتني في مدحك
فأكتبك على طول القصيدة والزمان
رستين..لن أبرر غيابك
في النرجس أو الزيتون إن لم تأتي
لكني سأمسد الهواء
كي يكون حنوناً..
على طأطأة أقدامك
وهي تدخل مجد أسمائك يا رستين..
الترتيب الثاني
رستين
هل غسلت خوف الصباحات برحيق الأصدقاء
هل صفحت عن الأعداء
حين مرّوا
ولم ينتبهوا للنحل المخبأه بين يديك الصغيرتين
رستين
ألم أقل لكِ حين تأتي
أن ترتدي كل ما لديك من الهواء
فترتبيه بالزنابق
والنرجسات لرئات العصافير
أن لا تأتي مثقلة بأحزان شاعر
نسيّ القصائد على شبابيك الريح
نسيّ حمّى أزهاره
على ما جاء في وصفة الطبيب النسائي
نسيّ أن يغسل إبريق قلبه
من أحاجي المشعوذين والدجالين
عندما سفكوا فوق دمه
دم الياسمين والزعفران والمسك والعنبر
رستين
لن أنسى حين تأتين
أن أرش بكفيك بذور الحنطة والرغبة واللهفة والقصائد الحكيمة
على المارين فوق جنازة تأخرك
فتشتعلين بمحاذاة قلبي
وأشتعل بما لديك من الماء
وما لديك من أشعار
مسكونة بين يديك والهواء والعصافير..
الترتيب الثالث
دون أن يمسني ظلّك
ودون أن تهمسي لشغفي
رحت أسرد خرافة الخميس الأخير من ضيعتنا
للشعراء
كي يكتبوا قصائدهم
بما فاض من يديك من فضة ونرجس وزيتون ونسرين
ودون أن يغسل نداك ورودي
رحت ألتقط سكرك
لأوزعه على المارين فوق جسد الكتابة
فيزيدون في مدحك الشعراء
وفي سري أدعو لكِ بالمطر والزعفران
وطول الهطول
رستين
لا تردي بهذه الحرارة على يدي
حين تخون إيقاع قلبك في الغناء الجميل
لا تطيري العصافير تجاه أشجاري
إذا أنا ضيقت على أغصانك هذا الفضاء
لا تدوري حول لهفتي أكثر من مرتين
إذا أنا صفقت
لغير رقصك يا رستين..
الترتيب الأخير
رستين ..
أتراك دائماً ستحضرين إلى قصيدتي ..
فأنا لا أحب أن أكتب القصيدة بصيغة الغائب
كأن أقول مثلاً:
"رستين كانت هناك قرب حديقة أبي فراس الحمداني..وكان شالها يتدحرج على الدرج الرخامي.. بينما كنت على الرصـيف المقابل أعدّ ما يسقط من كفيها أوراق الياسـمين
وأقول : رستين كانت لا تطير ورودها على صدري وكانت لا تبكي حين أمدّ فســــــحة النجاة من الرصيف إلى خطوتها نحوي وكانت يدي لا تركض في براريها الشاســعة..
أو كأن أكون في حوار مع صديقي فأقول له وأنا أفتح كفيّ في إيماءة منــي إنه من هنا مرّت رســــــتين و لم تنتبه ليدي اليمنى عندما عبرتها إلى يدي اليسرى ولم تنتبه لرقص قلبي هناك ..."
لذا لا أريدك يا رستين..
إلا ماطرة ومزدحمة في الحضور
فأقول مثلاً:
"رستين أهطلي على زرعي
ومدي شالك حتى أخر خصلة مــــــــن شـــــعرك
لتطير منها كل الورود والعصافير..
وتعالي نصافح كلامنا عن شجر الصدفة التي تظللنا الآن دون تخطيط أو تدبير ونغزل في الوقت المسائي لقريتنا قصصاً قصيرة للأطفال وأشعاراً من فضة .. ومرجان..."
ريستين..
كم سأتلو عليك صلاتي وأمسّد شعرك القصير بما تبقى من الرعشــــــة في يدي وأمدُ غصن زيتوني حتى أخر تلة في عفرين..
فتعالي يا رستين..
نقلع تلك المدافع التي زرعوها بجوار الورد في مطار منغ على الطريق إلى عفريــــــــن ونذيب في أســــــــــيد الحب الطائرات التي تشـبه "الحرادين" وهي ترصد تحركات زيتوننا في الجبال..
تعالي لأزخرف رقصة الدوري على خصرك ..
تعالي لأوزع قصب قريتنا فيغزو فمك سكّره بالنبيذ
رستين..
ألم أقل أن المفاجآت الكثيرة تضعف قلبي
وأن الدهشة في الشروق تقوي بصيرتي
وأنني معك لن أكون في السقوط أو في الهبوط إلا إذا كنتُ نردك المرمري فترمينني على عشبة الحظ الأخير لأتشظى ثم أنتشـــر كجيش من النوارس إلى شاطئيك يا رستين...
رستين..
ألم أنزّ دماً على عيد ميلاد "خورشيد" الأخير
ألم أحرم من كتابة اسمه على قطعة الحلوى
ألم أشـــتعل بكل الحرائق حين لم يمنحوني فرصة أخيرة لأطفئ الشمعة الأولى معه..أوأطلق برقه في مشيته الأولى، فيكون لي "كن يا بابا فأكون"
و في نفس اليوم..
ألم أكتشفكِ صدفة لأؤكد لكِ قصيدتي ولا أرحل
اقرأ فاتحة على قلبي لموته الأخير ثم أتلو عليه ألف قصـــيدة جديدة لنبضه الوليد..
رستين..تبتسم الآن دون أن تجرح غدها اليابس
فتقول: أين " الآن" كان مخبأً ..
وأين كان هذا العزف الجميل ..
رستين تغرب باتجاه الزيتون فأراها تشرق في الذهول
وفي كفها حنّة مرتبة بأناقة حنّة العروس..
ودمها يهددني بالطوفان ..يرميني إلى أعلى الهاوية لأدخل غيبوبتها ثم لا أصحو إلا على وقع همسها في القلب..
رستين تدخل عليّ الآن فتضيء القصيدة أكثر فأكثر..
تمرر ارتباكها باتجاه حجتها في المجيء إليّ..وتســــــألني عن قطعتين من الفضة تركتهما عندي في الكلام ، فأشعلا بياضها بالأسرار والخجل..
تسألني عن حرفين خالصين من الذهب
كيف تحولا إلى إكسير من زعفرانٍ ومطر
تسألني وتمضي في الارتباك
حيث حبر الطباعة تبدل
وتاريخ كتابة النص حيرة تضيء قلبها
فتلهب رقصتها بكأسين
أولهما تعتق في كف قلبي والأخر تجدد في السهر
وزمن إنهاء الكتابة لم يحن على النهاية
فاتركي القصيدة تغازل "غابة النخيل ساعة السحر"
ورقم تلاوتي للنص الملائكي ..أين وصل؟
تسألني وتمضي
وتقول لي: أكتب عن خوفي من أخره
أكتب أن لا يرانا أحد..خبئني إن شــئت في يديكَ أو على سطح القمر
فماذا أكتب إن أنا لمست قلبها بهذا الشغف..ولامستْ قلبي بكل هذا المطر
رستين تطلب أن لا أطيل عليها صيفي ورقص الحجل
فالشتاء آت بعد كل هذا الَبَرد
رستين تعدني بدفء أكثر
و باللاسقوط حين تدق شـــــــبابيك نومها أوراق الشجر
رستين تعدني بمفاجآت أكثر و بسرو عال من حديقة السلطان
وبكستناء يضج انتشاءً على دمها الأزرق..
فهل لا يحق لي أن أكبّر على الموتى من الحاضرين وعلى الأحياء من الغائبين لينتبهوا إلى لسعة الماء في كف المآذن
"الله أكبر"..يا رستين "الله أكبر"..يا رستين ........ "الله أكبر"..يا رستين
16/7/2008
مروان خورشيد عبد القادر
مقدمة في أسباب القصيدة
هل لي أن أصف مجيئك
حكمة للمارين فوق جسد الكتابة
أو لي أن أستزيد قليلاً في مدحك
علّك فوق كتفي تنامين
وتحلمين بأني لصّك البريء
أم أصف مجيئك مع تعاويذ القصيدة
مطراً يتسكع في لهفة الهطول
يحاصر سنابل القلب باللاميول
إلّا نحو شمسك يا رستين..
وهل لي أن أتخيلك
تهزمين ذئاب الخرافة
وتهزمين الطغاة
أن لا يبيحوا قتل القصائد والهواء والياسمين..
ولكي أكون أكثر صدقاً في أسباب القصيدة
عليّ أن أفضحك بما لديك من حمرة مسفوحة على خد كردية صغيرة
وهي تقرأ في ملحمة " ممو وزين "
أو على خد دمشقية صغيرة
وهي تقرأ في " طفولة نهد"
أو في " طوق الياسمين"
عليّ أن أفضحك بما ليس لديك من جبن وخوف
عندما تقرئين نص محمود درويش" مديح الظل العالي"
أو نص جكرخوين " كينا آم"
رستين
كأني أتأمل بمجيئك
خيراً كثيراً
و وفيراً
يزلزل هيئة قدومك إلى النص كالقديسين
فهل أكبّر على الموتى من الحاضرين
وعلى الأحياء من الغائبين
لينصتوا إلى لسعة الورد
للنحل المعبأ في يديك الطريتين!!..
الترتيب الأول
دون أن يمسّك شغفي
ودون أن أهمس لظلّك العالي
كي يتنحى قليلاً
لأرى الشعراء
يغسلون قصائدهم بفضة يديك
وأرى أمي تزين أغانيها العتيقة
برقصة الأزهار فوق ثوبك الليلكي
ومن ثم أراك تصعدين مع الكلام
لتأتي القصيدة
ولا تطأطأ أقدامك
عشبها الطري
رستين
كأنك على غيم خفيف
تغتالين انتظار الأمطار للهطول الغزير
ستأتين..متأكد من ذلك قلبي
كما الكتابة الآن تسيل
من رقصة أصابعك وهي ترتّب الهواء للعصافير
ستأتين..متأكد من ذلك همسك الخفيف
كما القراءة الآن تنزيل لأسمائك الكثيرة
وهي تضج بانزلاق القمر
على رخام السنين
تضج بانسكاب الصبح
على سفوح عفرين
ستأتين..
كي أصف مجيئك مع غفوة المساءات
التي أشعلتني في مدحك
فأكتبك على طول القصيدة والزمان
رستين..لن أبرر غيابك
في النرجس أو الزيتون إن لم تأتي
لكني سأمسد الهواء
كي يكون حنوناً..
على طأطأة أقدامك
وهي تدخل مجد أسمائك يا رستين..
الترتيب الثاني
رستين
هل غسلت خوف الصباحات برحيق الأصدقاء
هل صفحت عن الأعداء
حين مرّوا
ولم ينتبهوا للنحل المخبأه بين يديك الصغيرتين
رستين
ألم أقل لكِ حين تأتي
أن ترتدي كل ما لديك من الهواء
فترتبيه بالزنابق
والنرجسات لرئات العصافير
أن لا تأتي مثقلة بأحزان شاعر
نسيّ القصائد على شبابيك الريح
نسيّ حمّى أزهاره
على ما جاء في وصفة الطبيب النسائي
نسيّ أن يغسل إبريق قلبه
من أحاجي المشعوذين والدجالين
عندما سفكوا فوق دمه
دم الياسمين والزعفران والمسك والعنبر
رستين
لن أنسى حين تأتين
أن أرش بكفيك بذور الحنطة والرغبة واللهفة والقصائد الحكيمة
على المارين فوق جنازة تأخرك
فتشتعلين بمحاذاة قلبي
وأشتعل بما لديك من الماء
وما لديك من أشعار
مسكونة بين يديك والهواء والعصافير..
الترتيب الثالث
دون أن يمسني ظلّك
ودون أن تهمسي لشغفي
رحت أسرد خرافة الخميس الأخير من ضيعتنا
للشعراء
كي يكتبوا قصائدهم
بما فاض من يديك من فضة ونرجس وزيتون ونسرين
ودون أن يغسل نداك ورودي
رحت ألتقط سكرك
لأوزعه على المارين فوق جسد الكتابة
فيزيدون في مدحك الشعراء
وفي سري أدعو لكِ بالمطر والزعفران
وطول الهطول
رستين
لا تردي بهذه الحرارة على يدي
حين تخون إيقاع قلبك في الغناء الجميل
لا تطيري العصافير تجاه أشجاري
إذا أنا ضيقت على أغصانك هذا الفضاء
لا تدوري حول لهفتي أكثر من مرتين
إذا أنا صفقت
لغير رقصك يا رستين..
الترتيب الأخير
رستين ..
أتراك دائماً ستحضرين إلى قصيدتي ..
فأنا لا أحب أن أكتب القصيدة بصيغة الغائب
كأن أقول مثلاً:
"رستين كانت هناك قرب حديقة أبي فراس الحمداني..وكان شالها يتدحرج على الدرج الرخامي.. بينما كنت على الرصـيف المقابل أعدّ ما يسقط من كفيها أوراق الياسـمين
وأقول : رستين كانت لا تطير ورودها على صدري وكانت لا تبكي حين أمدّ فســــــحة النجاة من الرصيف إلى خطوتها نحوي وكانت يدي لا تركض في براريها الشاســعة..
أو كأن أكون في حوار مع صديقي فأقول له وأنا أفتح كفيّ في إيماءة منــي إنه من هنا مرّت رســــــتين و لم تنتبه ليدي اليمنى عندما عبرتها إلى يدي اليسرى ولم تنتبه لرقص قلبي هناك ..."
لذا لا أريدك يا رستين..
إلا ماطرة ومزدحمة في الحضور
فأقول مثلاً:
"رستين أهطلي على زرعي
ومدي شالك حتى أخر خصلة مــــــــن شـــــعرك
لتطير منها كل الورود والعصافير..
وتعالي نصافح كلامنا عن شجر الصدفة التي تظللنا الآن دون تخطيط أو تدبير ونغزل في الوقت المسائي لقريتنا قصصاً قصيرة للأطفال وأشعاراً من فضة .. ومرجان..."
ريستين..
كم سأتلو عليك صلاتي وأمسّد شعرك القصير بما تبقى من الرعشــــــة في يدي وأمدُ غصن زيتوني حتى أخر تلة في عفرين..
فتعالي يا رستين..
نقلع تلك المدافع التي زرعوها بجوار الورد في مطار منغ على الطريق إلى عفريــــــــن ونذيب في أســــــــــيد الحب الطائرات التي تشـبه "الحرادين" وهي ترصد تحركات زيتوننا في الجبال..
تعالي لأزخرف رقصة الدوري على خصرك ..
تعالي لأوزع قصب قريتنا فيغزو فمك سكّره بالنبيذ
رستين..
ألم أقل أن المفاجآت الكثيرة تضعف قلبي
وأن الدهشة في الشروق تقوي بصيرتي
وأنني معك لن أكون في السقوط أو في الهبوط إلا إذا كنتُ نردك المرمري فترمينني على عشبة الحظ الأخير لأتشظى ثم أنتشـــر كجيش من النوارس إلى شاطئيك يا رستين...
رستين..
ألم أنزّ دماً على عيد ميلاد "خورشيد" الأخير
ألم أحرم من كتابة اسمه على قطعة الحلوى
ألم أشـــتعل بكل الحرائق حين لم يمنحوني فرصة أخيرة لأطفئ الشمعة الأولى معه..أوأطلق برقه في مشيته الأولى، فيكون لي "كن يا بابا فأكون"
و في نفس اليوم..
ألم أكتشفكِ صدفة لأؤكد لكِ قصيدتي ولا أرحل
اقرأ فاتحة على قلبي لموته الأخير ثم أتلو عليه ألف قصـــيدة جديدة لنبضه الوليد..
رستين..تبتسم الآن دون أن تجرح غدها اليابس
فتقول: أين " الآن" كان مخبأً ..
وأين كان هذا العزف الجميل ..
رستين تغرب باتجاه الزيتون فأراها تشرق في الذهول
وفي كفها حنّة مرتبة بأناقة حنّة العروس..
ودمها يهددني بالطوفان ..يرميني إلى أعلى الهاوية لأدخل غيبوبتها ثم لا أصحو إلا على وقع همسها في القلب..
رستين تدخل عليّ الآن فتضيء القصيدة أكثر فأكثر..
تمرر ارتباكها باتجاه حجتها في المجيء إليّ..وتســــــألني عن قطعتين من الفضة تركتهما عندي في الكلام ، فأشعلا بياضها بالأسرار والخجل..
تسألني عن حرفين خالصين من الذهب
كيف تحولا إلى إكسير من زعفرانٍ ومطر
تسألني وتمضي في الارتباك
حيث حبر الطباعة تبدل
وتاريخ كتابة النص حيرة تضيء قلبها
فتلهب رقصتها بكأسين
أولهما تعتق في كف قلبي والأخر تجدد في السهر
وزمن إنهاء الكتابة لم يحن على النهاية
فاتركي القصيدة تغازل "غابة النخيل ساعة السحر"
ورقم تلاوتي للنص الملائكي ..أين وصل؟
تسألني وتمضي
وتقول لي: أكتب عن خوفي من أخره
أكتب أن لا يرانا أحد..خبئني إن شــئت في يديكَ أو على سطح القمر
فماذا أكتب إن أنا لمست قلبها بهذا الشغف..ولامستْ قلبي بكل هذا المطر
رستين تطلب أن لا أطيل عليها صيفي ورقص الحجل
فالشتاء آت بعد كل هذا الَبَرد
رستين تعدني بدفء أكثر
و باللاسقوط حين تدق شـــــــبابيك نومها أوراق الشجر
رستين تعدني بمفاجآت أكثر و بسرو عال من حديقة السلطان
وبكستناء يضج انتشاءً على دمها الأزرق..
فهل لا يحق لي أن أكبّر على الموتى من الحاضرين وعلى الأحياء من الغائبين لينتبهوا إلى لسعة الماء في كف المآذن
"الله أكبر"..يا رستين "الله أكبر"..يا رستين ........ "الله أكبر"..يا رستين